المفضلة
اضافه موضوع

كتب/ أحمد سعيد عن دور المرأة في مصر القديمة انه لا شك أن المرأة ركن ركين وعنصر أصيل في حياة أي مجتمع ولطالما رأينا مثل هذه العبارات الرنانة، والجمل اللامعة تملأ كتب، وصفحات الأدباء، والشعراء، والمفكرين، حتى أنه يُظن أنه كلام محض لا وجود له على أرض الواقع،

فإذا نظرنا نظرة صادقة على الواقع لا نجد أن المرأة المصرية أو حتي الشرقية عموماً تأخذ تلك المكانة حتي نكون صادقين، ولكن كلما نظرنا لتاريخنا الحافل وجدنا أن المجتمع المصري لطالما كان يضع للمرأة وضعاً حقيقياً تحسد عليه،

وهذا لا يَعني أنها قد اضطرت إلي تقديم تضحيات كما نرى في مجتمعات مدعية الحداثة، بل إنها بكامل حسنها، وزينتها تتقلد المناصب، وتحكم، وتدير، فتطرح نموذجاً حقيقياً يتحقق فيه أحلام هؤلاء الأدباء وخيالات الشعراء عن المرأة.

دور المرأة في مصر القديمة

إذا رجعنا بالذاكرة إلى الماضي ونظرنا بعمق وتوقفنا عند شكل الحياة الاجتماعية في العصور السابقة ليس فقط منطقتنا العربية أو منطقة البحر المتوسط بل في كل أشكال الحضارة المعروفة كيف كان التعامل بين الرجل والمرأة كيف كانت نظرة كل طرف للآخر لن نجد مجتمعاً يعطي للمرأة وضع إجلال وتقدير كمثل مصر القديمة

ومن دور المرأة في مصر القديمة انها قد كانت المرأة تحذو حذو الرجل قدم بقدم، وخطوة بخطوة في مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والدبلوماسية دون أن يمس ذلك من أنوثتها شيئاً فنرى في كثير من المقابر الملكية أن الملك يُباشر أعماله من إشراف أو إدارة المملكة المصرية،

وملكته بجانبه وكثير من التماثيل تصور الملك والملكة وهي بكامل حلتها وأناقتها تتابع أعمال الزراعة أو الحصاد أو حتى في المحافل الدولية تستقبل ضيوف أو دور ديني أي تستقبل حاملي القرابين.

وقد يظن البعض أن تمكين المرأة أو وصولها لأعلى المناصب القيادية مثل أن تكون منفردة بحكم البلاد نما إلى المجتمع المصري حديثاً في أواخر الأسرات ولكن هذا خطأ ، حيث أن أول ملكة علي عرش مصر كانت في الأسرة (الأولى) من العصر العتيق،

وقد يظن البعض أن ذلك كان من الصعب قبوله في الشارع المصري القديم، ولكن علي العكس كان أكثر من طبيعي بل كان معروفاً أن الرجال، والنساء ينسَبون إلى أمهاتهم أكثر من آبائهم يقال للرجل “فلان ابن فلانة”.

المرأة في مصر القديمة والدين

هذه المساواة الاجتماعية بين الرجل والمرأة يمكن تتبعها أيضاً في حفائر الجبانات؛ حيث كان للمرأة الحق أن تُدفن في مقبرة خاصة بها مثل الرجل، وقد وجد مقابر كثيرة لسيدات من طبقات اجتماعية مختلفة مثل الملكات والأميرات وزوجات العمال والموظفين لا تختلف مقابرهن أو تجهيزها أو القرابين عن تلك الخاصة بأزواجهن،

كما نري في الديانة المصرية القديمة أن الأمومة كانت مقدسة وكان هناك معبودة للخصوبة، والإنجاب ومن الطريف أننا حتى في الأناشيد والتراتيل الدينية يأتي ذكر خاص للمرأة أيضاً في أناشيد “آتون” معبود الشمس الذي قدسه “اخناتون” حيث قال واصفاً زوجته يا من تشرق الشمس لأجلها.

أثاث منزلها:

قد يرى البعض هذا غريباً ولكن كان هذا ذُكر وتناقل بين المصريين منذ أيام أجدادهم كيف كانت تعيش السيدة في منزلها حيث كانت تنام فوق سرير خشبي تفترشه مرتبة مغزولة عند أحد أطراف السرير وعند الرأس توضع منصة خشبية مرتفعة، بعضها كان من الحجر.

وكانت تضيئ ليلاً الأنوار في فترة قصيرة، وهذه المشاعل من الحجر أو الفخار بها زيت وفتيل تأتي مزخرفة لتكون مبهجة،

ومن المؤكد أن المرأة المصرية كانت تجد ضالتها من الأثاث وهي موقنة بأصالة تصميمه ففي سنة (١٩٢٥) جرى كشف أثري هام بالقرب من الهرم الأكبر حيث عثر على خبيئة زوجة “سنفرو” أم “خوفو” وهي “هيتي فراس”

وبفحص تصميم الأثاث وجد أنه لا يوجد فرق كبير بينه وبين ذلك الذي وجد في مقبرة “توت عنخ آمون” الذي عاش بعدها ب(ألف عام) على الأقل.

دور المرأة في مصر القديمة

هي والزينة والجمال:

كانت المرأة المصرية تتمتع بقوام رشيق بل يمكن القول أن السمنة كانت من المظاهر الغير مألوفة وكانت المرأة تتبع نظاماً غذائياً تحرص فيه على تناول كوب من الماء الساخن كل صباح وتتناول الأطعمة البسيطة مع الاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة

وتستعمل عسل النحل في تحلية المشروبات وكانت تعمل على التخلص من فضلات الطعام في المعدة بالزيوت، فقد كانت السيدة المصرية هي أول من قدم السلوك المتحضر للبشرية جمعاء فقد جاء بالنصوص القديمة حرصها على غسل يديها عند الطعام وبعده

وكانت عندما تبدأ بالتجميل كانت تبادر بالإستحمام غير أن النصوص الدينية توصي بذلك وكانت تستخدم أجود المكونات والخامات في صنع المستحضرات التي كانت السيدة المصرية تضعها لتضيف لمسة خافتة من الزينة والتجمل حيث كانت لا تحتاج إلى الزينة على الإطلاق فبإجماع المصادر كانت المرأة المصرية تتمتع بقدر نادر من الجمال.

وتلك مقالة كاملة حول أدوات الزينة ومستحضرات التجميل في مصر القديمة يمكنك الاطلاع عليها من هنا 

خاتمة حول دور المرأة في مصر القديمة:

لعلك تظن أنك تعرف السيدة المصرية جيداً فأنت ترى صورها على الجدران أو البرديات كيف كانت ترتدي، وكيف كان شكل زينتها، وقد يعطي أيضاً لمحة عن دورها السياسي أو الإداري في الدولة، ولكن ما لا يسعنا ذكره مهما زدناها من أوصاف كيف كانت تربي،

وتبذل لأجل أسرتها ومجتمعها، ووطنها فهي فقط “الست” كما كان يقال لها بلسان أهلها، فكلمة “ست” تعني بالمصرية القديمة سيدة وهي كلمة مازالت مستخدمة وحية في الإشارة للسيدة حتى الآن في الشوارع المصرية حتى بعد أن إندثرت اللغة المصرية لا يمكن لتلك الكلمة أن تندثر فهي تشير إلى المرأة المصرية.

المرجع/
المرأة المصرية القديمة ل د/ محمد فياض.

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا