في ذلك الحديث سوف نبين ما صحة و شرح حديث الوالد أوسط أبواب الجنة وأيضا سنعرف ما هي فوائد حديث الوالد أوسط أبواب الجنة فتابعوا المقالة.
حديث الوالد أوسط أبواب الجنة
ما هو نص حديث الوالد أوسط أبواب الجنة
1. الرواية الأولي من حديث الوالد أوسط أبواب الجنة
عن أبو الدرداء الأنصاري قال أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه)
2. الرواية الثانية من حديث الوالد أوسط أبواب الجنة
عن عبدالله بن حبيب أبو عبدالرحمن السلمي
(أنَّ رجلًا أمرَه أبوهُ أو أمُّهُ شَكَّ شعبةُ أن يطلِّقَ امرأتَه فجعلَ عليهِ مائةَ محرَّرٍ فأتى أبا الدَّرداءِ فإذا هوَ يصلِّي الضُّحى ويطيلُها وصلَّى ما بينَ الظُّهرِ والعصرِ فسألَه فقالَ أبو الدَّرداءِ أوفِ بنذرِك وبِرَّ والديكَ وقالَ أبو الدَّرداءِ سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ الوالدُ أوسَطُ أبوابِ الجنَّةِ فحافِظ علَى والديكَ أوِ اترُكْ)
صحة حديث الوالد أوسط أبواب الجنة
ما هي صحة حديث الوالد أوسط أبواب الجنة؟
أما عن صحة حديث الوالد أوسط أبواب الجنة فهو حديث حسن صحيح وجاء اسناء الروايتين كالاتي
- الرواية الاولي : أخرجه الترمذي (1900) واللفظ له، وابن ماجه (3663)، وأحمد (27551)
- الرواية الثانية : صحيح ابن ماجه
شرح حديث الوالد أوسط أبواب الجنة
هذا الحديث في قصة هذا الرجل الذي سأل أبدا الدرداء عن ما جرى من أمه أنها كانت تأمره أن يطلق امرأته ولم يبين سبب ذلك فأجابه أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه بجواب عام ولم يجيبه على مسألته بالخصوص.
إنما أجابه بجواب يفهم منه ما ينبغي أن يفعل دون أن ينص على ما يطابق السؤال في جوابه فرد عليه أبو الدرداء بنص حديث الرسول الذي قال فيه (الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه)
1. معني الوالد :
وقول الرسول صلي الله عليه وسلم الوالد في الحديث يعني أن الوالد يشمل من كان أصلا للإنسان من أب أو أم فالوالد يصدق على الأم ويصدق على الأب فكلاهما والد.
ويشمل أيضا من هم أعلى من ذلك من الآباء والأمهات من جهة الأب ومن جهة الأم ولكن المباشر لذلك هم من تفرع عنهم الإنسان وكان من صلبهم فالوالد هنا هو الأب والأم
2. معني أوسط أبواب الجنة:
وقول الرسول صلي الله عليه وسلم أوسط أبواب الجنة فسر العلماء في معنى أوسط أبواب الجنة قولان
- القول الأول أن قول النبي صلى الله وسلم أوسط أبواب الجنة بيان أن من حفظ حق والده بالبر والإحسان فإنه يدخل الجنة من أوسط أبوابها والوسط هنا هو الأعلى والأوفى والأكرم فإن الوسط يطلق على أعلى الشيء وأكرمه وأوفاه وأحسنه
فقد قال الله تعالى في سورة البقرة {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (143)}
فالوسط هو خيارا عدولا فالوسط ليس المقصود المتوسط بين الأبواب في المكان إنما المتوسط بين الأبواب في المكانة والمنزلة والرفعة.
- القول الثاني وقال جماعة من أهل العلم قول الرسول صلى الله وسلم أوسط أبواب الجنة يعني من أعلى الأعمال الصالحة فيكون معني بر الوالد والإحسان إليه من أعلى الأعمال التي يدخل بها الإنسان إلى الجنة
فهو باب من الأبواب الجنة أي أنه طريق يوصل إلى الجنة ويفضي إليها وهو من أعلى الطرق والسبل الموصلة الي الجنة جنة في أعمال البر والصلاح
2. معني فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه
أي أن حفظ ذلك الباب والحرص على الانتفاع به وعلى دخوله والعمل به أو والعمل بما يجعله من أهله هو راجع إلى ما يكون من الإنسان وعمله واختياره بنفسه
ولذلك قال الرسول صلي الله عليه وسلم فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ بعدم حفظ حق الوالد أو أو احفَظْه بصيانة حق الوالد وبره والإحسان إليه.
فوائد حديث الوالد أوسط أبواب الجنة
ما هي فوائد حديث الوالد أوسط أبواب الجنة
حديث الوالد أوسط أبواب الجنة فيه جملة من الفوائد ومن فوائده أن :
- من أشكل عليه شيء من أمر دينه فليراجع أهل العلم وليسألهم فقد قال الله تعالى في سورة النحل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)}
- وفيه من الفوائد أن المفتي والمجيب قد يجيب بجواب عام يفهم السائل منه ما يناسب حالة فإن أبو الدرداء لم يأمره بإجابة أمه ولم ينهاه عن ذلك بل أجابه إجابة عامة
- بيان حق الأم وهذا يفيد فائدتين يفيد أن يطيع فيما إذا كان أمرها بحق ويفيد أيضا أنه إذا لم يطعها لأنها لم تكن على حق في أمره أن يحفظ مكانتها وأن يصوننا حقها
فإن فسق الوالد لا يسقط حقه كما قال الله تعالى في أعظم إساءة من الوالد لولده وهي أمره بالشرك فقد قال في سورة لقمان
{وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}
فأمر الله بالصحبة بالمعروف فجواب أبو الدرداء للرجل بقوله قال الرسول صلي الله عليه وسلم الوالد أوسط أبواب الجنة جواب مسدد حيث أجابه بما يصلح لكلتا حالتيه
حال أن تكون امه محقة بأمره أن يطلق امرأته فتكون طاعته لها في هذه الحالة من من العمل الصالح الذي يرجوا ثوابه عند الله
وإن كانت غير محقة فإنه لا يسقط هذا حق الام بل حقها محفوظ وينبغي أن يحسن إليها
هذا ما أفاده حديث الوالد أوسط أبواب الجنة ويفيد أيضا جواز سؤال الوالد ولده أن يفارق زوجته لكن هذا منوط أو هذا مقيد بما إذا كان في ذلك مصلحة للولد في دينه أو دنياه.
وكما أن للوالد أن يسعى في فرق ولده الذكر من زوجته من امرأته إذا كان في ذلك مضرة عليه فكذلك له أن يسعى في فكاك ابنته من زوجها إذا كان في فكاكها مصلحة لها في دينها ودنياها فالحكم واحد
لكن معلوم أن المرأة إنما تملك فكاك نفسها بالخلق أو بطلب الطلاق إذا استجاب لها الرجل ولكن فيما يتعلق بالولد الأمر بيده فإنه يملك العصمة وله أن يفارق فالطلاق إليه
ولذلك جاءت هذه الأخبار في شأن الولد من الذكور والحكم واحد لأن النساء شقائق الرجال فإذا أمر الوالد ابنته وتمكنت أن تطيعه فيما يتعلق بفراق زوجها فإنها تطيعه.
وهنا أيضا تنبيه إلى فائدة وهي أنه إذا أمر الوالد ولده ذكر وأنثى ابنا أو بنتا بأن لا يصاحب أحدا فإنه ينبغي له أن يطيعه ما دام أن أمره لا ظلم فيه أو اعتداء ولا تفويت لمصلحة الولد في دينيه أو أو دنياه.
فإذا أمر الوالد ولده بأن لا يساير أو لا يصاحب أحدا وليس في صحبته مصلحة دينية ولا دنيوية فإن من حق والده عليه أن يطيعه في ذلك والله تعالى أعلي وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
وللمزيد من الفتاوي الدينية أو الاحاديث النبوية يمكنك الاطلاع عليها من هنا.
وذلك فيديو كامل يوضح ما صحة و شرح حديث الوالد أوسط أبواب الجنة