نص حديث اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الأخوة والأخوات مع الاحاديث النبوية وسنقدم شرح حديث اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من جارِ السُّوءِ في دارِ المُقامةِ ، فإنَّ جارَ الباديَةِ يتحوَّلُ)
صحة حديث اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة
صحة حديث اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة هو حديث حسن مذكور في صحيح الترغيب عند الالباني
شرح حديث اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة
استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم في حديث اللهم إني أعوذ بك من جار السوء من شر جار السوء الملازم لجاره في وطنه ودار إقامته فمن هو جار السوء الذي جمع الصفات الدنيئة والأخلاق الرذيلة ؟
وهو في دار المقام دار الإقامة وليس في البادية ودار المقامة كما وصف عليه الصلاة والسلام معناه أن هذا الجار شر ملازم خاصة إذا كان البيت ملكا لصاحبه أو لا يجد له بديلا
وقيل يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله من ذلك لما بالغ جيرانه في إيذائه بمكة ومنهم عمه أبو لهب وزوجة أبو لهب فقد كانوا يطرحون الفرث والدم على باب النبي صلى الله عليه وسلم كما في فيض القدير والتيسير بشرح الجامع الصغير
إيذاء الجيران من كبائر الذنوب وقد جاء الوعيد في ذلك في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم كقوله (واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ قالوا وما ذاكَ يا رسولَ اللهِ قال جارٌ لا يؤمنُ جارُهُ بوائقَهُ قالوا يا رسولَ اللهِ وما بوائقُهُ قال شرُّهُ) رواه البخاري
وأذية الجار بأمور كثيرة سواء كان بإزعاجه بالأصوات بالأصوات العالية أو إلقاء القمامة أمام بيته أو التجسس عليه أو تتبع عوراته أو التدخل فيما بينه وبين أهله بالنميمة والتخريب وأذية أهله ونسائه أو التحرش بهم وإظهار السرور في مصائبه ونحو ذلك
جار السوء في دار الإقامة شر وبيل بخلاف جار السفر أو جار البادية إذا واحد نزل في البادية وبجانبه جار سوق أو نزل بجانب جار السوء في البادية فإنه سيتحول عما قريب
لكن في الإقامة وبالذات لما يكن واحد ملك العقار فكيف ينتقل هذه صعبة للغاية ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلم يتعوذ الله من جار السوء في دار المقامة وقد جاء في لفظ (استعيذوا باللهِ من شرِّ جارِ المقامِ ؛ فإنَّ جارَ المسافرِ إذا شاءَ أنْ يُزايلَ زايلَ) وهو حديث صحيح
فجار السفر تستطيع أن تتخلص منه وان انتهي سفره انتهت العلاقة وحكم الشيء الخاص النادر خلاف حكم الشيء العام الدائم واليسير من الأذى والمشقة محتمل لكن لما يكون أذى مستمرا طويلا
فلم يستعذ النبي صلى الله عليه وسلم من جار السفر لأن في احتمال الصبر عليه أجر ومثوبة من جهة وقد أمرنا بالصبر في المكروه الذي يحتمله الإنسان لكن الكثير الدائم
ثم إن الإنسان قد يبتلى بجار سوء يفتنه في دينه ألم يفسد بعض الأشخاص لمجاورتهم لفاسدين وسرت العدوى إليهم فجار السوء ولعياذ بالله قد يفتنك وقد يحرف جاره ويشركه في الشر ويوقعه في الاثم
ويدخل في جار السوء الملازم الزوج والزوجة والخادم وكم جرت الخادم على أهل البيت من ويلات وكذلك الصاحب أو الصديق وفي الحديث إيماء أنه ينبغي تجنب جار السوء
وفي رواية أخري (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من يومِ السوءِ ، و من ليلةِ السُّوءِ ، و من ساعةِ السُّوءِ ، و من صاحبِ السُّوءِ ، و من جارِ السُّوءِ في دارِ المُقامةِ) يمكنك الطلاع علي اللهم اني اعوذ بك من ساعة السوء من هنا