بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين اما بعد ففي تلك المقالة سوف نعرف أعمال الحج في أيام التشريق تكون ما هي ؟ فتابعوا المقالة لمعرفة كل ذلك
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على خير خلق الله اجمعين نبينا وامامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى اله واصحابه واتباعه بإحسان الى يوم الدين أيها القراء الكرام السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وحياكم الله في هذه المقالة التي نتحدث فيها عن أعمال الحج في أيام التشريق تكون
ما هي أيام التشريق
أيام التشريق هم اليوم الحادي عشر واليوم الثاني عشر واليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة ومقتضى كلام اهل اللغة والفقه ان أيام التشريق ما بعد يوم النحر على اختلافهم هل هي ثلاثة أيام او يومان لكن ما ذكروه من سبب أيام التشريق تسميتها يقتضي دخول يوم العيد فيها
وسبب تسميتها بأيام التشريق انهم كانوا يشرقون فيها لحوم الاضاحي أي يقددونها ويبرزونها للشمس وقيل ان أيام التشريق سميت بهذا الاسم لان صلاه العيد انما تصلى بعد ان تشرق الشمس وقد سميت بذلك لان الهدايا والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس
وقد ذكر اكثر اهل العلم ان أيام التشريق هي الأيام المعدودات الواردة في قول الله تعالى {۞ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)}
وأيام التشريق هي أيام منى وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر وقد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم (أيَّامُ منًى ثلاثةُ أيَّامٍ، مَن تعجَّلَ في يومينِ فلا إثمَ عليهِ، ومَن تأخَّرَ فلا عليهِ ، ثمَّ أردَفَ رجلًا ، فجعلَ يُنادي بِها في النَّاسِ) المصدر : صحيح النسائي
وهذا صريح في انها أيام التشريق وافضلها أولها اليوم الحادي عشر
1. اليوم الحادي عشر
اليوم الحادي عشر هو يوم القر لان اهل منى يستقرون فيه ولا يجوز فيه النفر وفي حديث عبد الله بن قرط عن النبي صلى الله عليه واله وسلم (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ .)
2. اليوم الثاني عشر
اليوم الثاني عشر هو يوم النفر الأول وهو اوسطها اليوم الثاني عشر
3. اليوم الثالث عشر
اليوم الثالث عشر هو اليوم الذي يأتي في الفضيلة يوم النفر الثاني وهو اخرها وهو اليوم الثالث عشر قال الله تعالى {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ}
قال كثير من السلف يريد ان المتعجل والمتأخر يغفر له ويذهب عنه الاثم الذي كان عليه قبل حجه اذا حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه ويقول الله تعالي {لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ} فتكون التقوي شرط لذهاب الاثم علي هذا التقدير
وتصير الآية داله على ما صرح به النبي صلى الله عليه واله وسلم بقوله (مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ.)
أعمال أيام التشريق
هذه الأيام المعدودات أيام التشريق أيام مباركه شريفه قال النبي صلى الله عليه واله وسلم (إنَّ يومَ عرفةَ ويومَ النَّحرِ وأيَّامَ التَّشريقِ عيدُنا أَهْلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكْلٍ وشربٍ)
يريد صلى الله عليه واله وسلم انها من الأيام التي يبتهج بها المسلمون ويفرحون ويسرون وقد امر الله تعالى بذكره في هذه الأيام المعدودات كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه (أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أَكْلٍ وشُربٍ وذِكْرٍ للَّهِ عزَّ وجلَّ)
وذكر الله عز وجل المأمور به في أيام التشريق أنواع متعددة ومن أعمال أيام التشريق ما يلي :
- ذكر الله عز وجل عقد الصلوات المكتوبات بالتكبير في ادبارها وهو مشروع الى اخر أيام التشريق عند جمهور العلماء
- ذكر الله تعالى بالتسميه والتكبير عند ذبح النسك وقد روي عن عمر وعلي وابن عباس وفيه حديث مرفوع في اسناده ضعف ومنها ذكر الله تعالى بالتسميه والتكبير عند ذبح النسك فان وقت ذبح الهدايا والاضاحي يمتد الى اخر أيام التشريق عند جماعة من العلماء
- ذكر الله عز وجل على الاكل والشرب فان المشروع في الاكل والشرب ان يسمي الله في اوله ويحمده في اخره وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم (إنَّ اللَّهَ ليَرضى مِن العبدِ أن يأكُلَ الأَكلَةَ فيحمَدَهُ عليها ويشرَبَ الشَّربَةَ فيحمَدَهُ علَيها)
- ذكر الله تعالى بالتكبير عند رمي الجمار في أيام التشريق وهذا يختص به اهل الموسم من الحجاج
- ذكر الله تعالى المطلق فانه يستحب الاكثار منه في أيام التشريق وقد كان عمر رضي الله عنه يكبر بمنى في قبته فيسمعه الناس فيكبرون فترتج منى تكبيرا
- وقد استحب كثير من السلف كثره الدعاء في أيام التشريق خاصه بقوله {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)}
فأيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم ابدانهم بالأكل والشرب ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر وبذلك تتم النعمة وفي قول النبي صلى الله عليه واله وسلم (أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أَكْلٍ وشُربٍ وذِكْرٍ للَّهِ عزَّ وجلَّ) اشاره الى ان الاكل في أيام الأعياد والشرب انما يستعان به على ذكر الله عز وجل وطاعته وذلك من تمام شكر النعمة ان يستعان بها على الطاعات
وانما نهي عن صيام أيام التشريق لأنها أعياد للمسلمين مع يوم النحر فلا تصام بمنى ولا غيرها عند جمهور العلماء سواء وافق عاده او لم يوافق
في صحيح البخاري عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهم قال (لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ.)
وفي النهي عن صيام هذه الأيام والأمر بالأكل فيها والشرب سر حسن وهو أن الله تعالى رحمة لما يلاقي الوافدون الى بيته من مشاق السفر وتعب الإحرام وجهاد النفوس على قضاء المناسك شرع لهم الاستراحة بالإقامة بمني يوم النحر وثلاثة أيام بعده
وأمرهم بالأكل فيها من لحوم نسكهم فهم في ضيافة الله عز وجل فيها لطف من الله بهم رأفه ورحمه وشاركهم أيضا اهل الأنصار في ذلك لأن أهل الأنصار شاركوهم في الاجتهاد في عشر ذي الحجة في الصوم والذكر والاجتهاد في العبادات و شاركوهم في حصول المغفرة وفي التقرب إلى الله تعالى بإراقة دماء الأضاحي
فشاركوهم في أعيادهم واشترك الجميع في الراحة في أيام الأعياد بالأكل والشرب وصار المسلمون كلهم في ضيافة الله عز وجل في هذه الأيام
أعمال الحج في أيام التشريق تكون
اخي المستمع أختي المستمعة من اهم اعمال أيام التشريق بالنسبة للحجاج عملان اذا أعمال الحج في أيام التشريق تكون ما يلي:
- المبيت بمنى
- رمي الجمرات
العمل الأول المبيت بمنى
أعمال الحج في أيام التشريق تكون المبيت بمني تلك الليالي ليالي أيام التشريق وهذا المبيت واجب عند جمهور الفقهاء وهذا المبيت بمنى ثلاث ليال غير المتعجلين أما من تعجل فعليه المبيت ليلتين فقط ولا إثم عليه في ترك مبيت الليلة الثالثة لما ورد في الآية الكريمة
{۞ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)}
والقدر الواجب من المبيت بمنى هو مكث اكثر الليل عند جمهور العلماء ويسقط المبيت بمني عن ذوي الاعذار كاهل السقاية والرعاة في الزمن الماضي وكاهل المسؤولية العامة او الخاصة وكالمرضى وما في حكمهم
لحديث ابن عمر رضي الله عنه ان (استأذن العباسُ بنُ عبدِ المطلبِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنْ يبيتَ بمكةَ لياليَ منًى مِنْ أجْلِ سِقايتِه فأذِن له) متفق عليه
كما يسقط هذا الواجب عن كل من لم يجد مكانا في منى فيبيت خارجها في أي مكان في مكة والمقصود بالمكان هو مكان المبيت في المخيمات اما الساحات والشوارع وطرق المشاة او السيارات فهذه ليست مكانا حتى لو كان فيها سعة
فمن وجد هناك مكانا للمرور او الساحات للتوسعة على الحجاج فليس له ان يشغلها بالنوم فيها وافتراشها لان في ذلك استغلالا للمكان في غير ما وضع له ولان فيه تضييقا وربما جر الى مفاسد امنية او صحية.
العمل الثاني رمي الجمرات
أعمال الحج في أيام التشريق تكون رمي الجمرات والجمرات التي ترمى في هذه الأيام ثلاث والمقصود من رمي الجمار كمال التعبد لله تعالى والانقياد والامتثال من غير حظ للنفس والعقل في ذلك ثم ليقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام حيث عرض له ابليس لعنه الله في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة او يفتنه بمعصيه
امره الله عز وجل ان يرميه بالحجارة طردا له وقطعا لأمله ورمي الجمار واجب في الحج باتفاق العلماء
ووقت رمي الجمار بعد الزوال وفي الرمي قبل الزوال خلاف بين الفقهاء الأكثر على منعه وجوزه جماعه من الفقهاء خاصه عند النفر والخروج من منى والناس اليوم يرمي بعضهم قبل الزوال وبعضهم بعد الزوال فمن رمى مقتديا بقول عالم وفتواه قبل الزوال فرميه صحيح.
والمشروع للحاج التكبير مع كل حصاه يرميها كما يشرع له الدعاء بين كل جمرتين فيدعو بعد الأولى والثانية فقط وقد ثبت في السنه هذا عن النبي صلى الله عليه واله وسلم وبذلك فقد عرفنا أعمال الحج في أيام التشريق تكون ماذا ولمعرفة المزيد من اعمال الحج يمكنك الاطلاع عليها من هنا
اسال الله بلطفه ان يتقبل من المسلمين صالح أعمالهم وان يحفظ حجاج بيته ويعطيهم ما املوه من رحمته وان يعيد على المسلمين هذه الأيام المباركة وهم على احسن حال الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد