السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد من قصص عن استقبال شهر رمضان حكاية اليوم بعنوان ضيف الملك
قصص عن استقبال شهر رمضان
من اشهر قصص عن استقبال شهر رمضان هي قصة ضيف الملك وتبدأ قصة ضيف الملك برجل وقور جميل يحمل على وجهه ابتسامة مشرقة، ويحمل معه حقيبة كبيرة أخذها، وذهب إلى محطة القطار، ولما وصل إلى محطة القطار، دخل إلى العربة الأولى،
فوجد فيها أطفالا صغارا يلعبون فسلم عليهم واستأذن منهم أن يبقى معهم في هذه العربة إلى نهاية الرحلة.
فنظر إليه الأولاد الصغار، وقالو له انت رجل كبير شيخ وقور ونحن نلعب ونلهو ونمرح، وقد لا يتناسب هذا مع وقارك ومع سنك، ولذلك نقترح عليك أن تذهب إلى العربة الثانية.
ذهب الشيخ الوقور إلى العربة الثانية فوجد فيها فتيان وفتيات، مشغولين بالمذاكرة والامتحانات، سلم عليهم واستأذن منهم أن يبقى معهم في هذه العربة إلى نهاية الرحلة، فرفض الأولاد بعد حسن الاستقبال، قالوا له نحن مشغولون بمذاكرتنا وامتحاناتنا وأعمالنا، ونخشى ألا يلتفت إليك أحد منا، ولذلك نقترح عليك أن تذهب إلى العربة الثالثة.
ذهب الشيخ الوقور إلي العربة الثالثة، فوجد فيها شباب، كل واحد فيهم مشغول بأمواله وأعماله وهاتفه، وحاسبه، كل واحد منهم مشغول بعمله، سلم عليهم واستأذن منهم أن يبقى معهم، فقالوا له أنظر إلى حالنا، لا يوجد أي فراغ لدى أحد منا لاستقبالك أو الجلوس معك، ولذلك نقترح عليك أن تذهب إلى العربة الرابعة.
ذهب الشيخ الوقور إلى العربة الرابعة فوجد فيها عروسين زوج وزوجة في مقتبل حياتهم الزوجية، سلم عليهما، وطلب منهما أن يبقى معهما إلى نهاية الرحلة، فقالا له مرحبا بك وأهلا، لكننا في مقتبل حياتنا، نخطط لأحلامنا وآمالنا،
ونخشى أن يكون بيننا من العواطف والمشاعر ما لم يتناسب مع وجودك معنا ومقامك بيننا، ولذلك نقترح عليك أن تذهب إلى العربة الخامسة.
ذهب الشيخ الوقور إلى العربة الخامسة دخل فإذا فيها أسرة كبيرة سلم عليهم واستأذن منهم أن يبقى معهم إلى نهاية الرحلة فوقف الرجل والأولاد، وقالوا له كلنا مشغول بهموم وآلام. نحن مشغولون بعلاج الكبار، وزواج الصغار، وحل المشكلات العامة والخاصة،
ونخشى أن يكون وجودك معنا لا مكان له، ولذلك نقترح عليك أن تذهب إلى العربة السادسة،
ذهب الشيخ الوقور إلى العربة السادسة، فوجد فيها أسرة عليها ملامح الصلاح والوقار سلم عليهم واستأذن منهم أن يبقى معهم إلى نهاية الرحلة فرحبوا به ترحيبا كبير واستقبلوه استقبالا جميلا وأجلسوه بينهم ووضع الرجل حقيبته وجلس بينهم.
فرح بهذا الاستقبال وظل طوال الرحلة يحكي للأولاد قصص وحكايات ويشتري لهم هدايا ومشتريات مما يحبونها حيث اتحف كل منهم بهدية كبيرة
ولما وصلوا الي نهاية الرحلة وجدوا المفاجأة الكبرى حيث اراد الناس ان ينزلوا من القطار فوجدوا ان محطة القطار مليئة بالزينة ووجدوا ملك البلاد باستقبال النازلين فتعجبوا وسألوا ملك البلاد بهذه الزينة فما الامر ؟
تساءلوا يمينا ويسارا فأجيبوا بان في القطر ضيف الملك، والملك في انتظاره، ظل الناس ينظرون كل منهم يترقب من هو ضيف الملك؟
وبينما هم ينظرون، إذ بالرجل الوقور الجميل، ينزل من القطار، ويشار إليه بأنه ضيف الملك، هذا الرجل الذي استأذن منهم جميعا و رفضوا استقباله، سلم على الملك واستقبله، غير أنهما حينما أراد أن يذهبا، قال الضيف للملك لن أذهب معك وحدي، لابد أن أخذ هذه الأسرة الجميلة معنا لأنهم أحسن واستقبالي وأحسنوا وجودي بينهم طوال الرحلة.
أخذ الضيف والملك هذه الأسرة معهم، ثم انصرفوا في حالة من الفرح والسرور، وبقية الناس في حالة من الندم، لأنهم لم يستقبلوا هذا الضيف الجميل.
من هو ضيف الملك وما هي الدروس المستفادة من قصة ضيف الملك؟
من هو ضيف الملك؟ وما الدروس المستفادة من الحكاية؟
هذا الضيف أيها الأحباب الكرام هو شهر رمضان الكريم، وهؤلاء الأسر والعربات هم أحوالنا، نحن مع هذا شهر رمضان الكريم هذه الحالة، نعيشها جميعا في حياتنا، في استقبال هذا الشهر المبارك، فالناس بين أطفال يلعبون و شباب يذاكرون، وعمال يلهون، وأسرة مشغولة بأعبائها وأعمالها،
وهناك من بين الأسر من يفطن إلى هذا الضيف الجميل، ويحسن استقباله، فإذا فطنا إلى هذا الاستقبال كانت لنا العديد من الميزان، كان لنا في كل يوم هدية،
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (- ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ) المصدر : صحيح ابن ماجه
فإذا أحسنا استقبال، هذا الضيف الكريم كانت لنا جوائز وهدايا وأعمال نفرح بها طوال أعمارنا، فالله تبارك وتعالى جعلنا هذا الشهر الكريم هدية ومنحة، بها نزداد في حسناتنا، ونرتفع في درجاتنا، ونفرح في نهاية صومنا.
قال صلى الله عليه وسلم (- للصَّائمِ فرحتانِ : فرحةٌ حينَ يفطرُ ، وفرحةٌ حينَ يَلقى ربَّهُ)
وفي النهاية يقول النبي صلى الله عليه وسلم (- إنَّ في الجنةِ بابًا يقالُ له : الريَّانُ يقالُ يومَ القيامةِ : أين الصَّائمون ؟ هل لكم إلى الريَّانِ ؟ من دخلَهُ لم يظمأْ أبدًا فإذا دخلوا أغلِقَ عليهم ، فلم يدخلْ فيه أحدٌ غيرُهم ..)
أسأل الله أن يجمعنا جميعا فيه جنته، وأن يجعلنا من أهل هذه الخير والطاعة في هذا الشهر الكريم، وفي طول أعمارنا. اللهم آمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وتلك مقالة عن أجمل ما قيل في استقبال شهر رمضان