عن ماذا يحدث أول ليلة في رمضان؟ نحن الان في شهر عظيم مبارك الا وهو شهر رمضان شهر الصيام والقيام وشهر تلاوة القران وشهر العتق والغفران شهر الصدقات والإحسان وشهر رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنات وتضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات شهر تجاب فيه الدعوات وترفع فيه الدرجات عند رب الأرض والسماوات.
ماذا يحدث أول ليلة في رمضان؟
قد اخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ان اول ليلة من رمضان تصفد فيها الشياطين وتغلق فيها أبواب النيران وتفتح فيها أبواب الجنان عن ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(- إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ : يا باغيَ الخيرِ أقبلْ ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ ، وللهِ عتقاءُ من النارِ ، وذلك كلَّ ليلةٍ) المصدر : صحيح الجامع
وفي هذا الحديث يخبر أبو هريره رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كانت اول ليله من رمضان أي انه مع بدء شهر رمضان تحدث علامات على دخوله وهدايا من الله عز وجل لعباده
صفدت الشياطين ومردة الجن
فأولى هذه العلامات والهدايا ما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم صفدت الشياطين أي شدت عليهم الاغلال والسلاسل ومردة الجن.
وكذلك تشد الاغلال والسلاسل على مردة الجن وهم رؤساء الشياطين المتجردون للشر او هم العتاه الشداد من الجن والحكمة في تغليلهم حتى لا يعملوا بالوساوس للصائمين ويفسدوا عليهم صومهم.
وقيل يعني كثره الاجر والثواب والمغفرة بان يقل الاضلال من قبل مردة الشياطين للمسلمين فتصير الشياطين حينها كأنها مسلسله عن الاغواء والوسوسة وقيل ان الشياطين انما تغل عن الذين يعرفون حق الصيام المعظمين له ويقومون به على وجهه الاكمل ويحققون شروطه واخلاقه وآدابه.
اما الذي امتنع عن الطعام والشراب ولم يعرف للصيام حقه ولم يأت بآدابه على وجه التمام فليس ذلك باهل لان تغل الشياطين عنه فيكون تصفيد الشياطين عن أشياء دون أشياء واناس دون أناس.
ويحتمل ان يكون الا امر ان الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين الى ما يخلصون اليه في غير شهر رمضان لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراء القران والذكر.
غلقت أبواب النار وفتحت أبواب الجنة
والهديه الثانية وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وهذا كالتأكيد لما سبق من ان غلق أبواب النار هي مزيد لغلق كل م ملك من مسالك الشر وان فتح أبواب الجنة هو مزيد لفتح كل مسلك من مسالك الخير.
وقيل الفتح والغلق المذكوران هما على الحقيقة اكراما من الله عز وجل لعباده في هذا الشهر المبارك.
نادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر
والهدية الثالثة ونادى مناد أي من عند الله عز وجل يقول يا باغي الخير اقبل أي ان هذا الشهر يرغب في اعمال الخير وخاصه عند أصحابها لما فيه من الأسباب التي تعينه على ذلك فاقبلوا على الله عز وجل وعلى طاعته.
ويا باغي الشر اقصر أي امسك عنه وامتنع فانه وقت ترق فيه القلوب للتوبة.
ولله عتقاء من النار
والهدية الرابعة ولله عتقاء من النار أي ولله عتقاء كثيرون من النار فليحرص كل لبيب على ان يكون من زمرتهم وذلك في كل ليله أي وان من مزيد رحمه الله عز وجل لعباده ان يعتق من النار عبادا له في كل ليله من ليالي رمضان .
وهذا للحظ على الاجتهاد في هذا الشهر الفضيل حتى يكون العبد من هؤلاء العتقاء ويرزق النجاة من النيران والفوز بالجنان نسال الله ان يرزقنا الجنة ونعوذ به من النار نساله ذلك ثلاثا اللهم انا نسالك الجنة ونعوذ بك من النار اللهم انا نسالك الجنة ونعوذ بك من النار .
وفي الحديث الشريف الحث على اغتنام أوقات الفضل والخير بعمل الطاعات والبعد عن المنكرات وفيه أيضا اثبات الجنة والنار وانهما الان موجودتان وان لهما ابوابا تفتح وتغلق.
وفيه أيضا بيان عظمه لطف الله سبحانه وتعالى وكثره كرمه واحسانه على عباده حيث يحفظ لهم صيامهم ويدفع عنهم اذى المردة من الشياطين.
وعن ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ.)
لقد خلق الانسان ضعيفا يخطئ ويذنب ويغلبه الشيطان والنفس والهوى وقد جعل الله سبحانه وتعالى له أمورا تكفر السيئات اذا اجتنب الكبائر ومنها ما ذكره نبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف:
قال صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس أي كل صلاه الى التي تليها والجمعة الى الجمعة أي صلاه الجمعة الى الجمعة التي تليها ورمضان الى رمضان أي وصيام رمضان الى رمضان الذي يليه .
كل هؤلاء مكفرات ما بينهن من الازمان اذا اجتنبت الكبائر أي مكفرات لصغائر الذنوب والآثام وانما للكبائر في تكفيرها شأن اخر الا وهو التوبة والكبائر المقصود بها الذنوب العظيمة
وهي كل ذنب اطلق عليه في القران او السنه الصحيحة او الاجماع انه كبيرة او انه ذنب عظيم او اخبر فيه بشده العقاب او كان فيه حد او شدد النكير على فاعله او ورد فيه لعن فاعله وقيل الكبائر هي كل فعل قبيح شدد الشرع في النهي عنه واعظم امره.
اللهم انا نعوذ بك من الكبائر والمنكرات والذنوب كبيرها وصغيرها ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اعنا على الصيام والقيام وتلاوة القران وذكرك يا رحيم يا رحمن وتقبل منا سائر الاعمال
ونسالك ربنا نيه خالصه لوجهك الكريم وانا ينقضي الشهر المبارك الا وقد اعتقت رقابنا من النار فاللهم ثبتنا على توحيدك وطاعتك وسنه رسولك صلى الله عليه وسلم اللهم امين
وبذلك فقد عرفنا ماذا يحدث أول ليلة في رمضان هذا والله تعالى اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين دمتم في رعاية الله وامنه والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته