نص حديث الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة
تفسير حديث الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة
تفسير حديث نص حديث الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة في قول النبي صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة بشاره من الله عز وجل لكل مؤمن ومؤمنه أدى هذه فريضة الحج وقام بحقوقها واداها على وجهها الذي يرضي الله سبحانه وتعالى
فان الله عز وجل يعظم له الثواب ويحسن له العاقبة والمئاب فبشره ببشارة الجنة
شروط الحج المبرور
1. الإخلاص
ولذلك قال العلماء ان هذا الفضل اعني دخول الجنة بالحج المبرور لا يكون الا اذا استجمع شروطا أولها واعظمها واساسها ولبها اخلاص العمل لله وارادة الثواب من الله
فاذا خرج من بيته للحد خرج لله وفي الله على نور من الله يرجو ثواب الله يحج حجه لا رياء ولا سمعه يتمنى ان حده بينه وبين الله لا تراه عين ولا تسمع به اذن
لا يحج للناس ولا طلبا لمدحهم وثنائهم ولا لصحبتهم وانسهم ومباسطتهم ومجالستهم ولكن لله
وفي الله يتلذذ بالتعب فيحس ان تعبه راحه وان المشقة كأنها ابرد على قلبه من الماء البارد في عز اليوم الصالح من عظيم ما يرجو من ثواب الله سبحانه وتعالى
فاذا اخلص لله نيته وحسن طويته وابتغى ما عند الله سبحانه وفقه الله وسدده ويسر له الخير وسار حجه وخروجه كله في ميزان حسناته لا يخطو خطوه ولا ينفق نفقه ولا يصاب بعناء ولا مشقه الا كتب الله اجرها وعظم ثوابها ورأها امام وجهه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم الإخلاص
2. المال الطيب
ثم المال الطيب فيحج من كسب طيب والله طيب لا يقبل الا طيبا فيتحرى نفقة حلالا اخذها من حلها واكتسبها بحقها فاذا ابتغى المال الحلال والكسب الطيب طاب مطعمه وطاب مسربه فاستجيبت دعوته
قال يا رسول الله ادعوا الله ان أكون مستجاب الدعوة قال النبي صلي الله عليه وسلم (أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ)
كذلك أيضا فاذا حج بمال حرام فانه لا يكون الحج مبرورا فاذا حجزت بمال لست تملكه فما حجزت ولكن حدت العير لا يقبل الله الا كل صالحه ما كل من حج بيت الله مبرور
3.اتباع هدي النبي في الحج
اما الامر الثالث فمن اعظم دلائل بر الحج ان يتبع فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم ويترسم نهجه فيسال كيف كان حجه عليه الصلاة والسلام فيتحرى سنته وهديه في الصغير والكبير والكثير واليسير لا يقدم قدما ولا يؤخر أخرى الا وعنده نور وحجة وعلى سبيل ومحجة من هدي النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام
فاذا فعل ذلك كان حريا بالقبول وحريا بالرضا وهو احرى ان يكون ممن قبل حجه وشكر سعيه وجعل الله له الجنة ثوابا ومآبا
4. بر الحاج في القول والعمل
كذلك أيضا يكون الحج مبرورا اذا بر صاحبه في قوله وعمله كما قال الله تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة:197].
فمن دلائل الحج المبرور ان يكون صاحبه عفيف اللسان عفيف الجوارح والاركان الى الخير سباقا الى رحمه ربه تواقا ومشتاقا فتجد لسانه ذاكرا لله سبحانه من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل وكثره تلاوة القرآن الكريم
وكثره ذكر الله عز وجل بالتلبية اناء الليل واطراف النهار يلبي بكرة وعشيا يرد على جميع احواله وسائر اوقاته يحتسب عند الله عز وجل الاجر والثواب فيما يكون من تلبيته وذكره وكلماته
فاذا حسنت طاعته وكملت عبادته فقد بر ربه وأطاعه لان البر كلمة جامعة لخير الدين والدنيا والاخرة والحج المبرور الذي جمع الخير فكان صاحبه على تقوى الله عز وجل
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ.)
فاذا وفق الله عز وجل العد لهذه الخلال وأصاب هذه الخصال فالغالب ان شاء الله ان يكون حجه مبرورا وسعيه مشكورا وجزاءه الجن ان شاء الله والله تعالى اعلي واعلم ولمعرفة المزيد عن الحج والعمرة يمكنك الاطلاع عليها من هنا