المفضلة
اضافه موضوع

 

أورخان بن عثمان

كتبت/ جهاد إبراهيم

السلطان أورخان بن عثمان:

بعد وفاة عثمان تولى الحكم ابنه “أورخان”، وسار على نفس سياسة والده في الحكم والفتوحات، وفي عام (٧٢٧ه‍) الموافق (١٣٢٧ه‍) سقطت فى يده نيقوميديا، وتقع فى شمال غرب آسيا الصغري قرب مدينة اسطنبول، وهي مدينة أزميت الحالية، فأنشأ بها أول “جامعة عثمانية”، وعهد بإدارتها إلى “القيصري” أحد العلماء العثمانيين الذين درسوا في مصر، واهتم ببناء الجيش على أسس عصرية وجعله جيشاً نظامياً
وحرص السلطان “أورخان” على تحقيق بشارة رسول اللّه ﷺ في فتح القسطنطينية ووضع خطة استراتيجية تستهدف محاصرة العاصمة البيزنطية من الغرب والشرق ولتحقيق ذلك أرسل ابنه وولى عهده “سليمان” لعبور مضيق الدردنيل والاستيلاء على بعض المواقع في الناحية الغربية .

أولا: تأسيس الجيش الجديد دينى تتارى:

إن من أهم الأعمال التي ترتبط بحياة السلطان “أورخان” تأسيسه للجيش، وحرص على إدخال نظام خاص للجيش فقسمه إلى وحدات تتكون كل وحدة من (عشرة) أشخاص أو (مائة) شخص، أو (ألف) شخص وخصص (خمس) الغنائم للإنفاق منها على الجيش وجعله جيشاً دائما بعد أن كان لا يجتمع إلا وقت الحرب وأنشا له مراكز خاصة يتم تدريبه فيها.

كما أنه أضاف جيشاً آخر عرف بالإنكشارية شكله من المسلمين الجدد الذين ازداد عددهم بعد اتساع رقعة الدولة وانتصاراتهم الكبيرة فى حروبهم مع أعدادئهم من غير المسلمين، ودخول أعداد كبيرة من أبناء تلك البلاد المفتوحة في الإسلام ثم انضمامهم إلى صفوف المجاهدين في سبيل نشر الإسلام، فبعد أن يعتنقوا الإسلام ويتم تربيتهم تربية إسلامية فكرياً وحربيآ يُعينون في مراكز الجيش المختلفة، وقد قام العلماء والفقهاء مع سلطانهم “أورخان” بغرس حب الجهاد والذود عن الدين والشرق إلى نصرته أو الشهادة في سبيله وأصبح شعارهم (غازياً أو شهيداً) عندما يذهبون إلى ساحة الوغى.

ولقد زعم معظم المؤرخين الأجانب أن جيش الإنكشارية تكون من انتزاع أطفال النصارى من بين أهاليهم ويجبرونهم على اعتناق الإسلام بموجب نظام أو قانون زعموا أنه كان يدعى بنظام (الدفشرية)، وزعموا أن هذا النظام كان يستند إلى ضريبة إسلامية شرعية أطلقوا عليها اسم ضريبة الغلمان وأسموها أحياناً ضريبة الأبناء، وهي ضريبة زعموا أنها تبيح للمسلمين العثمانيين أن ينتزعوا (خُمس) عدد أطفال كل مدينة أو قرية نصرانية باعتبارهم (خُمس) الغنائم التي هي حصة بيت مال المسلمين، ومن هؤلاء المؤرخين الأجانب الذين افتروا على الحقيقة “كارل بروكلمان”، والحقيقة تقول أن نظام الدثرمة المزعوم ليس سوى كذبة دُست على تاريخ “أورخان بن عثمان” و”مراد بن أورخان” وانسحبت من بعده على العثمانيين قاطبةً، فلم يكن نظام الدثرمة هذا إلا اهتماماً من الدولة العثمانية بالمشردين من الأطفال النصارى الذين تركتهم الحروب المستمرة أيتام أو مشردين فالإسلام الذي تَدين الدولة العثمانية به يرفض رفضاً قاطعاً ما يسمى بضريبة الغلمان التي نسبها المغرضون من المؤرخين الأجانب إليها.

ثانياً : سياسية أورخان الداخلية والخارجية:

كانت غزوات “أورخان” منصبة على الروم ولكن حدث في سنة (٧٣٦ه‍-١٣٣٦م) أن توفي أمير قره سى،. وهى إحدى الإمارات التى قامت على أنقاض دولة سلاجقة الروم واختلف ولده من بعده وتنازعا على الإمارة، واستفاد “أورخان” من هذه الفرصة فتدخل فى النزاع وانتهى بالاستيلاء على الإمارة، وقد كانت تهدف إليه الدولة العثمانية الناشئة أن ترث دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، وترث ما كانت تملكه، واستمر الصراع لذلك بينها وبين الإمارات الأخرى حتى أيام الفاتح حيث تم إخضاع آسيا الصغرى برمتها بسلطانه.

أمضى “أورخان” بعد استيلائه على إمارة قره سى (عشرين) سنة دون أن يقوم بأى حروب، بل قضاها في صقل النظم المدينة والعسكرية التى أوجدتها الدولة، وفي تعزيز الأمن الداخلى وبناء المساجد ورصد الأوقاف عليها وإقامة المنشآت العامة الشاسعة مما يشهد بعظمة “أورخان” وتقواه وحكمته وبُعد نظره فإنه لم يشن الحرب تلو الحرب طمعاً في التوسع وإنما حرص على تعزيز سلطانه في الأراضي التى يتاح له ضمها، وحرص على طبع كل أرض جديدة بطابع الدولة المدني والعسكرب والتربوي والثقافي.

ثالثاً: العوامل التى ساعدت السلطان أورخان فى تحقيق أهدافه:

١- المرحلية التى سار عليها “أورخان” واستفادته من جهود والده “عثمان” ووجود الإمكانيات المادية والمعنوية التي ساعدتهم على فتح الأراضى البيزنطية في الأناضول وتدعيم سلطتهم فيها، ولقد تميزت جهود “أورخان” بالخطى الوئيدة والحاسمة في توسيع دولته ومد حدودها، ولم ينتبه العالم المسيحي إلى خطورة الدولة العثمانية إلا بعد أن عبروا البحر واستولوا على غاليبولي.

٢- كان العثمانيون يتميزون في المواجهة الحربية التى تمت بينهم وبين الشعوب البلقانية بوحدة الصف ووحدة الهدف ووحدة المذهب الديني وهو المذهب السني.

٣- وصول الدولة البيزنطية إلى حالة من الإعياء الشديد، وكان المجتمع البيزنطى قد أصابه تفكك سياسي وانحلال ديني واجتماعي فسهل على العثمانيين ضم أقاليم هذه الدولة.

٤- ضعف الجبهة المسيحية نتيجة لعدم الثقة بين السلطات الحاكمة في الدولة البيزنطية وبلغاريا وبلاد الصرب والمجر، ولذلك تعذر في معظم الأحيان تنسيق الخطط السياسية والعسكرية للوقوف في جبهة واحدة ضد العثمانيين.

٥- الخلاف الديني بين روما والقسطنطينية أى بين الكاثوليك والأرثوذكس الذى استحكمت حلقاته وترك آثاراً عميقة الجذور في نفوس الفريقين.

٦- ظهور النظام العسكري الجديد على أسس عقدية ومنهجية تربوية وأهداف ربانية وأشرف عليه خيرة قادة العثمانيين.

“يتبع”

المرجع/
الدولة العثمانية “عوامل النهوض وأسباب السقوط ” لـ علي محمد محمد الصلابي.

_____________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا