المفضلة
اضافه موضوع

نص حديث كل امتي معافى الا المجاهرون

الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم وسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين اما ما بعد فقبل ان نقدم شرح حديث كل امتي معافى الا المجاهرون علينا ان نعرف أولا نص الحديث الذي جاء كالتالي

فقد جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال

(كلُّ أُمَّتي مُعافًى إلا المجاهرين ، و إنَّ من الجِهارِ أن يعملَ الرجلُ بالليلِ عملًا ثم يُصبِحُ و قد ستره اللهُ تعالى فيقولُ : عملتُ البارحةَ كذا و كذا ، و قد بات يسترُه ربُّه ، و يُصبِحُ يكشفُ سِترَ اللهِ عنه) مصدر الحديث : رواه البخاري ومسلم

 

شرح حديث كل امتي معافى الا المجاهرون

حديث كل امتي معافى الا المجاهرون فيه بيان عظيم عن هذه الموبقة وهذه السيئة والمعصية وهي المجاهرة بمخالفة أمر الله ورسوله

فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول

1. كل أمتي

كل أمتي أي كل المسلمين كل من آمن به صلى الله عليه وسلم واقر له بالرسالة

2.معافى

معافى أي يرجي له العفو والمغفرة والصفح والتجاوز وكذلك يرجي له أن ينزع عن الذنب ويعود عن الاثم بالتوبة والرجوع إلى الاستقامة فمعافى يشمل هذين المعنيين التوبة من الذنب والخطيئة والثاني العفو والتجاوز حتى ولو لم يتب من الذنب والخطيئة بتركها إنما يرجي له أن يعفو الله تعالى عن

وهذا فيما يتعلق في الذنوب التي بين العبد وربه التي هي من حقوق الله عز وجل كل أمتي معافى أي يرجي التوبة ويرجي له أن يتجاوز الله تعالى عنه ويصفح

3.إلا المجاهرين

إلا المجاهدين الذين جاهروا بالمعصية والمجاهرة بالمعصية هو إظهارها وإبداؤها وكشفها وعدم ساترها

4.و إنَّ من الجِهارِ

والمجاهرة بالمعصية لها صور عديدة ذكر النبي صلي الله عليه وسلم صورة من أقبح صورها فقال وإن من الجِهارِ أي من صور المجاهرة لا يعفى عن أصحابها فلا ييسر لهم التوبة ولا يتجاوز الله تعالى عن سيئاته بالآخرة

5. أن يعملَ الرجلُ يعملَ الرجلُ بالليلِ عملًا

أن يعملَ الرجلُ يعني يعمل معصية المعاصي والخطايا

بالليل وهو موضع العصيان غالبا لأنه موضع الستر والخفاء وعدم الظهور لكن هذا التقييد أغلب مثله لو عمل مع عملا بمعصية في النهار لكن بالليل لوضوح الستر وعدم الظهور

6. ثم يُصبِحُ و قد ستره اللهُ

ثم يُصبِحُ و قد ستره اللهُ أي مضت المعصية وانتهت وانقضت دون أن يعلم بها أحد دون أن تنكشف ودون أن تظهر

7. فيقولُ : عملتُ البارحةَ كذا و كذا

فيقولُ : عملتُ البارحةَ كذا و كذا يعني أخبر واحدة لا يلزم بالمجاهرة أن تكون إخبار عام لو قال لفلان من الناس واحد منهم يا فلان عملت البارحة كذا وكذا من معصية الله عز وجل

8. و قد بات يسترُه ربُّه

يقول النبي صلى الله عليه وسلم و قد بات يسترُه ربُّه أي يخفي خطيئته ويستر ذنبه ولا يفضحه بين الناس

9. و قد بات يسترُه ربُّه

و قد بات يسترُه ربُّه وقابل هذه النعمة العظيمة التي هي نعمة ستر الله عليه

10. و يُصبِحُ يكشفُ سِترَ اللهِ عنه

و يُصبِحُ يكشفُ سِترَ اللهِ عنه بالإخبار بما وقعت منه  هذه صورة من صور المجاهرة وهي من الصور القبيحة التي يتبين بها ضعف إيمان العبد واستخفافه بالمعصية وعدم قدره لله عز وجل ولرسوله صلوات الله والسلام عليه

يظهر بها أيضا أنه لا يراعي أهل الإيمان فهو يظهر العصيان ويبديه لهم وهذا يؤثر على المؤمنين اذ يرون معصية الله عز وجل

وفيه أيضا الدعوة والتسهيل لمن لم يقع بالمعصية أن يقع بها وأن يتأسى به فيها فأنه إذا أظهر الإنسان المعصية خف قدرها في نفوس الناس وتجرأ من كان يمتنع منها أن يقدم عليها بانه رأى من يفعلها ولم يصبه شيء ولم ينزل به عقوبة فكان هذا مدعاة إلى إظهارها وإبداءها

كل امتي معافى الا المجاهرون

حكم من يُجاهر بالمعصية

ولهذا كان حكم من يُجاهر بالمعصية انه آثم واثم إشاعة الفاحشة عظيما لما قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)}

توعدهم الله بالعذاب المؤلم في الدنيا والآخرة عقوبة معجلة ومؤجلة وذلك لعظيم ما يترتب على الإشاعة والإظهار من تجرأ الخلق علي معصية الله عز وجل

ومثله أيضا قول صلى الله سلم (ومن سنَّ سنَّةً سيِّئةً فعملَ بِها ، كانَ عليهِ وزرُها وَوِزْرُ مَن عملَ بِها من بعده لا ينقصُ من أوزارِهِم شيئًا)

ولهذا المجاهرة بالعصيان أمر عظيم هو أعظم من المعصية نفسها قد تكون المعصية من الصغائر فيخبر بها فتكون كبيرة لأنه جاهر فالمجاهرة أمرها خطير ووزرها عظيم والمجاهرة التي ذكرها النبي صلي الله عليه وسلم هي صورة من صور المجاهرة

ولكن أيضا هناك صور لم يذكرها صلى الله وسلم وهي مندرجة في الوعيد وهو فيما اذا أظهر فعلا المعصية بين الناس يعني يظهر الزنا يظهر السرقة أو الجناية على الأموال أو الجنائية على الأعراض هذا كله من اظهار المعصية هنا يباشر المعصية أمام الناس مجاهرة

ومن المجاهرة ما يفعله بعض الناس من توثيق معصيتهم بالتصوير سؤاء بتصوير المرئي أو التصوير الثابت تجده يحتفظ بها ويريها أصحابه هذا أعظم من الاغراء لأن الإخبار بالسيئة والإخبار بها مرئيا أعظم من الإخبار بها سمعيا ومقالا

فلذلك ينبغي للمؤمن أن يعظم قدر الله في قلبه فأنه من استتر بالمعصية أوشك ان يتوب الله عليه وأن يتجاوز عنه بخلاف الذي يظهرها

ولهذا سأل بن عمر عن النجوى كما في الصحيحين ماذا سمعت نجد وسلم يقول في النجف فأجاب (بيْنَما أنَا أمْشِي مع ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما آخِذٌ بيَدِهِ، إذْ عَرَضَ رَجُلٌ، فَقالَ: كيفَ سَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في النَّجْوَى؟

فَقالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتَّى إذَا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأَى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ،

وأَمَّا الكَافِرُ والمُنَافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهَادُ: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18].)

فستر الله علي العبد في الدنيا يقرب منه أن يكون عفوه جل وعلا علي العبد في الآخر ولذلك ينبغي الإنسان أن يستتر ومن سر مسلما ستره الله فكيف إذا كان ذلك فيما يتعلق بنفسه فأنه ستره على نفسه أعظم خيرا وأوجب من ستره على غيره

فيجب علي الانسان الا يخبر بالمعصية ولا يكون الخبر بالمعصية إلا عند ترجع المصلحة ومن صور المجاهرة أن يخبر الإنسان مما لا فائدة فيه مما وقع في زمن سفه وزمن غفلته فلا يخبر بذلك إلا إذا كان ثمة مصلحة تقيد بها هذا الإخبار بالقدر الذي يتحقق به المصلحة

ان كان يستفتي مثلا أو يستجير من يستشير من ورطة مع من المعاصي كيف يتوب منها كيف يخرج منها مثل الذي قتل 100 نفس وجاء إلى العالم فقال قتلت 99 نفسا ثم قتل ال100 ثم جاء إلى عالم فأخبره فوجهه إلى ما يخرج به من دائرة هذه الدماء التي أحاطت به

وبذلك فقد عرفنا شرح حديث كل امتي معافى الا المجاهرون ولمزيد من شرح أحاديث نبوية يمكنك الاطلاع عليها من هنا أسأل الله أن يحفظنا وإياكم بحفظه وأن يقينا شر السوء ظاهرا وباطنا وان يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة وان يعاملنا بعفوه وان يستر ما كان من سئ عملنا وان يوفقنا الي التوبة منه

وصل اللهم وسلم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في إسلاميات
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف إسلاميات
  • الاكثر شيوعا